يشكلموسم
الولي الصالح سيدي عبد العزيز بن يفو مناسبة لالتقاء فخدات قبائلدكالة،
وهو ثاني موسم اهمية بدكالة بعد موسم مولاي عبد الله امغار وموسممولاي
بوشعيب السارية، فتزامن الموسم بالعطلة الصيفية يكون سببا لاكتظاظهبالزوار
طيلة ايام الموسم وهي ثلاثة ايام بلياليها، ويعرف الضريح حركةدؤوبة
لا تتوقف، يتقاطر عليه الزوار من كل مناطق المغرب ومن بعض الدولالمغاربية
والعربية ويقدر عدد الزواربازيد من ثلاثين الف زائر، واستطاع صيتهذا
الولي الصالح ان يشيع في أنحاء المعمور ليجلب الزوار بقصد التبركوالشفاء
من بعض الامراض خاصة المصابين بمس من الجن،ومع هذا لم تحظ هذهالزاوية
وموسمها باهتمام الباحثين والدارسين بالرغم من الدور المثيروالعجيب الذي
يلعبه وسط مجاله، واذا كان نهار الموسم يتميز بزيارة الضريحوتقديم عروض الفروسية
فليل الموسم شئ آخر يعرف إحياء سهرات فنية وفلكلوريةحتى الفجر.يقام
بزاوية سيدي عبد العزيز بن يفو موسمه السنوي في منتصفشهر غشت من كل
سنة تحت إشراف السلطات المحلية، ويجتمع خلال الموسم سكانالجماعة على
راسهم الشرفاء اليوفيين ابناء واحفاد الولي الصالح، فتقام اثرذلك
المادب والولائم ويكرم الضيوف الوافدون من كل نواحي المغرب بل وخارجه،ويجتمع
الفقهاء ورجال الدين وحفظة القرءان الكريم وتنشد الامداح النبويةعلى
الطريقة البوعزاوية، وتجمع الهدايا والتبرعات فينفق قسط منها في اقامةالولائم
واصلاح وترميم وصيانة مرافق الولي الصالح وزاويته،ياتي الزوارللموسم
قبل ايام من انعقاد الموسم لنصب خيامهم وتكون للفرسان اماكن خاصةبهم
فلكل "سربة" خيمتها، وتخصص المساحة المقابلة لمسجد الاميرة "للمحرك" لعروض الفروسية وامام "المحرك" تنصب خشبة كبيرة مخصصة
للفرق الفلكلوريةينحدرالوليالصالح
سيدي عبد العزيز بن يفومن ذرية مولاي عبد السلام بن مشيش فهو حسبشجرة
محفوظة عند مقدم الزاوية، يتبين انه هو سيدي عبد العزيز بن احمدالمكنى
بابي الليث بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد العزيز بنيوسف
بن عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر بن حرمة بن عيسى بن سالم بن مزواربن
حيدرة بن علي بن محمد بن ادريسبن عبد الله الكامل بن الحسن
المثني بنالحسين السبطي بن فاطمة الزهراء ، وقيل ان
الساقية الحمراء بالصحراءالمغربية هي مسقط راسه وانتقل
هذا الوالي رفقه والده واخويه سيدي عبدالرحمان وسيدي
غانم الى درعة ونها الى مراكشوحسب الوثيقة التى تحمل الشجرةفان ولادة سيدي
عبد الرحمان الاخ الاكبر كانت في منتصف شعبان سنة خمسوخمسين من القرن
الثامن الهجري وسيدي غانم في العام الثالث وتبعه سيدي عبدالعزيز وبعده
سيدي علي، وعن اصل كنية الولي بابن يفو تقول الرواية الشفهيةالمتوارثة ان
والد سيدي عبد العزيز المكنى احمد بن الليث صادف أهل مراكشمحرومين من احدى
العيون يمنعهم منها عفريت ويطلب منهم بنتا بكرا كل سنةليفتض بكارتها
ليسمح لهم بالتزود بالماء، فبثوا إليه شكواهم وانتظر معهمحتى قدوم العفريت
، فلما حضر هذا الاخير الى العين مرة اخرى نفخ عليه الشيخبقوله
"أف" فتحول العفريت الى رماد فانبهر الجميع أمام هذا الأمر لذلكأطلق
العامة عليه الوالي الصالحيفو سلطان الجن، وبمراكش توفي
ابن يفوودفن بها، وتزوج أبناءه وتلقوا العلم على
يد اولياء عصرهم وظهرت لهم كراماتوانتقلوا فيما بعد من مراكش
الى منطقة عبدة التي مكثوا فيها ثلاث سنواتوكانت لهم فيالبلاد
الهيبة وعرفوا باعطاء الصدقة ثم رحلوا الى دكالة حيثتوجد زاويتهم
اليوم، وحسب الروايات الشائعة أن الولي عبد العزيز بن يفو عاشأواسط
العصر المريني حيث عاصر السلطان ابا الحسن المريني الملقب بالسلطانالكحل،
ويشاع ايضا ان الولي عند حلوله بدكالة وجد امامه السملاليينفتفاوضوا معه عن
الارض ومكوثه فيها الى ان عينوا له الزاوية ومنذ تاسيسهاوالزوار ياتون
اليهامن كل حذب وصوب قصد التبرك والشفاء من
امراض المسبالجن، الوسواس، الشلل،
الأعصاب والحمق.في الطريق الى ضريحالولي
الصالح تطالعه لوازم الزيارة المعروضة علي طول الممر الذي يقود إلىالضريح
شموع وبخور، وقبل وصولك الى مدفن الوالي تصادف باحةعريضة عبارة عنبيوتات
صغيرة مفروشة بالحصير مخصصة لايواء الزوار الراغبين في قضاء اكثر منليلة
بزاوية الوليمقابلهدية عينية او
نقدية تسمى "لفتوح" تقدم للشرفاءوهي عبارة في
الاغلب الاعم كما قيل لنا عن قالبي سكر وقرطاس اوقرطاسينشمع، وفي نفس
الباحة يوجد باب يقودك الى الباحة الداخية للضريح، لكن قبلوصولك اليها تجد
بالقرب من الباب بيتين صغيرين متقابلين يسكنهما المرضى،قيل لنا انهم
ممسوكين من قبل الولي الصالح،اي انه يمسكهم ويشدهم عن الرحيلحسب المعتقد،
وبمعنى اخر يحسون براط خفي يشدهم الى الولي ويحسون بالراحةالنفسية فيها
وحتى وان غادروا فانهم لا يفتاون بالرجوع اليه، ولعل الاعتقادالراسخ
ببركة الولي الصالح وقدرته الخارقة على الشفاء هو من يؤثر علىحالتهم
النفسية مما ينعكس ايجابا على حالة المريض ويدفعه بالتالي نحوعلاجه.فيالباحة
الداخلية للولي الصالح يوجد ضريحان متجاوران، الضريح على اليمين هوللولي
سيدي علي بن يفو اخ الوالي سيدي عبد العزيز والايسر هو لهذا الاخير..بداخله
على الجانب الايسريوجد قبره و بداخل "القبه" وجدنا اثناء انجازنالهدا
الاستطلاع مجموعة من المرضى والزوار منهم من يتبرك ومنهم من ينامبجواره
وكلهم ينشدون من الله عز وجل الشفاء بجاه وبركة الولي، ايضا يوجد فيفي
باحة الوليين الصالحيين "خلوة" التي كان يتعبد بداخلها الولي الصالحسيدي
عبد العزيز ويقرا القران الكريم، وهي حفرة تشبه الى حد كبير البئرذاتبابحديدي
مربع الشكل وادراج سلم حديدي للنزول الى قعرها ويسهر على هذهالعملية رجل من
خدام الضريح مقابل فتوحات الزوار، و اليوم تحولت الى سجنللمصابين بحالة
قوية من المس بالجن او الجنون ، يمكثون داخله الى ان تتحسنحالتهم ..ومن
الزوار من ينزل اليه بغرض التبرك فقط، وفي الجانب الخلفيلهذه الباحة يوجد
بئر يزود الناس بالماء قصد الشرب قال لنا مقدم الضريح انهالبئر الذي كان
يتوضا منه الالي الصالح، كما يوجد ايضا مسجد وصومعة بالقربمنهما بيوت قيل
لنا انها خاصة بمعلمي وفقهاء الزاوية وايضا "مسيد" لحفظالقراء
الكريم بالاضافة الى وجود باب يؤدي الى مدفن الشرفاء، غير بعيد عنضريح
الوليين امام بابه يوجد حفرة صغيرة تشبه آثار قدم أو حافر يسميها سكانالمنطقة
ب "العفسة " قيل لنا انها اثر حافر فرس الولي الصالح، بالاضافةالى
محل يوجد وراء الضريح على بعد كلمتر ويسمى ب "العكبة" وهوعبارة عن ارضمرتفعة
ياتي اليه الزوار للتبرك واخد ترابه وهو ما يعرف عند سكان الزاويةبالحناء.تشكل
زاوية ابن يفو مركزا استشفائيا هاما يوفرللزواروالمرضى الراحة
النفسية خاصة المصابين منهم بمس من الجن، وتعرف هذه الزاويةاقبلا منقطع
النظير لاعتقادهم ببركة الوالي وكراماته في العلاج عن طريقحفدته الذين
يقومون برعاية الضريح ويدعون بالحفضان، وحسب استجوابنا لمجموعةمن
المرضى وذويهم فان الاعراض التي تظهر على المريض المصاب كثيرة منهاالانطواء
والانعزال عن الناس، والشعوربالضيق في الصدر ووسوسة وعصبية والتعبوالصداع،
الاحساس بالخوف والبكاء بدون سبب وسرعة الإنفعال لأتفه الأسبابلدرجة
لايطيق معها المريض حتى كلام الوالدين، وتضايق كبير إذا رأى أحدا منحفظة
القرأن، واحيانا شلل نصفي والتجشؤ و رعشة شديدة في القدمين الخ ...،ورغم
اختلاف وصف كل مريض لدواعي زيارته للولي الصالح الا ان الاعتقادالراسخ
بقدرة الوالي على العلاج هو قاسمهم المشترك، وطبعا بعد محاولتهماليائسة
الاستشفاء بالطب النفسي عندما لا يفلح في علاجهم، فيكون ضريح الوليالصالح
سيدي عبد العزيزبن يفو هو ملاذهم الاخيرالذي يطرقون بابه فيجدونضالتهم. في
الباحة للساحة الداخلية للوليين الصالحين سيدي عبد العزيزبن يفو واخوه
سيدي على بن يفو وفي مكان قصي من الزاوية يوجد بيت مسقوف عاريالجدران
مفتوح على باحة الوليين الصالحين شكله شبه مستطيل مفروش بزربيةيسمى
المحكمة، محكمة الضريح، فيه تتم محاكمة الجن الذي يسكن جسد المريض منطرف
شرفاء ابن يفو وهم حفضان الضريحين وهنا تتم ايضا عملية الصرع وتستقبلهدايا
الزوار وهي عبارة عن فتوح بالاضافة الى عصا يتراوح طولها بين مترومتر
ونصف تسمى ب"الكلخة" وهي خاصة بطقوس الصرع ومحاكمة الجن الساكن وطردهبضربجسد
المريض بها، وقيل لنا أن هذه العصا موروثة وفيها بركة الوالي،يخاف
منها الجن، في طقوس المحاكمة يردد الشريف المعالجبعض الكلمات
اثناء "كلخ" المريض أو المريضة بقوله
"ا السلطان سيدي عبد العزيز،العفو، ياربيتشافيك" مع
قراءة بعض السور القرءانية، ثم يقوم الشريف الذي يصرع الجنبالنفخ في وجه
المريض بقوله" اف" اقتداءبجدهم في طرد الجن.يتم في طقوسعلاج
الشرفاء تحديد كل حالة على حدة، فمن المرضى من يطلب منه ملازمة الضريحمدة
معينة ومنه من يتابع علاجه في منزلهوامره راجع اليه ان هو اخلصالنية
ام لا وطبق تعاليم العلاج كما امره الشريف بها من لباس واكل وشرابمعين
مدة العلاج، فالشفاء يقول الشرفاء حاصل ان شاء اللله ببركة الوالي .الحفضانهم
الشرفاء حفدة الوالي الصالح مولاي عبد العزيز بن يفو يتولون مهمة حفظالضريح
ويسهرون على مداواة المريض وصرعه وطرد الجن الساكن بجسد المريض وهمثمانية
فخدات كما قال لنا احدهم وهي قبائل الطيور اولاد لبداوي، الحساسنةاولاد
سيدي رحو بن علي، تمكروت اولاد سيدي مومن بن عبد العزيز، اولاد سيديعلي
بن احمد، الدهاهجة اولاد سيدي عبد الله بن عبد العزيز، لغلامات اولادسيدي
غانم بن علي ،لعراوة اولاد سيدي العربي لكناوي بن علي، لاحياء اصلةالرحم
والتالف فيما بينهم لعبروا عن مدى اخلاصهم للعادات والتقاليد السلفيةتحت
طاعة ولييهم الشيخ عبد العزيز بن يفو، وكل فخدة تضم اربعة حفضانيسهرون
على الضريح ثمانية ايام وبعد انتهاء مدة دورهم يتولى حفظان الفخدةالاخرى
دورهم ـ وهكذا دواليك ويستفيدون مما يدره عليهم صندوق الضريح ومايتلقوه
من هدايا وفتوحات، وليس كل من هب ودب يكون معالجا بل لابد من انيكون
شريف النسب الى الجد المولي عبد العزيز وحسب احد العارفين بخباياالامور
بالزاوية فان احفاد الوالي الصالح ورثوا هذه الصفة ولكن واحدا اواثنان
من بين احفاده هم من ورثوا ميزة المعالج دون بقية اخوانهم بالرغم منورثهم
كلهم الشرف من جدهم وهم من ورثوا "خبزة " الوالي الصالح.
إرسال تعليق