خطبة عيد الاضحى 1436 /2015
الحمد
لله رب العالمين ، الملك الحق المبين ، رب السموات والأرض وما بينهما ورب الأولين
والآخرين ، سبحانه وتعالى ، عز جاره وجل ثناؤه وتقدست أسماؤه ولا إله غيره.خلق
خلقه بقول كن لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، إذا قضى أمرا فإنما يقول له
كن فيكون، بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون . أشهد أنه الله لا إله إلا هو وحده لا
شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الرحمن الرحيم رحمة للعلمين ، ومحجة
للسالكين وحجة على العباد أجمعين ، فبلغ الرسالة و أدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد
في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . فاللهم صل عليه وعلى آل بيته الطيبين ،
وصحابته الكرام والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. فإن تهافت الناس
على الدنيا ومتاعها الأوفر ؛ فالله أكبر. وإن تعلقت النفوس بمحبوبات الأنداد
الكثار؛ فالله أكبر .وإن تفاضلت الحقوق في كل شيء ؛ فحق الله أكبر . وإن طغى كل
جبار وعلا واستكبر ؛ فالله أكبر . سبحانه وتعالى هو الواحد القهار،الباقي
بعد كل الأنـام (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (الرحمن :26- 27 ). الله أكبر الله أكبر
الله أكبر .... ولله الحمد . لله الحمد بهذا اليوم المبارك الأبهى، يوم عيد
الأضحى ، واحد من أعيادنا الإسلامية النقية الزكية ، أعياد فرح وسعادة ، وطاعة
وعبادة ، وأخوة وتواصل، وتعاون وتكافل . زينتها التكبير ، والذكر والشكر الكثير .
فانظروا رحمكم الله إلى هذا الجمع المبارك المهيب ، وتأملوا فيه حكمة هذا
الدين الذي يجمع ويؤلف ، ويصل ويؤاخي، وينظم ويهذب ، ويطهر ويزكي ، ويرفع ويرقي . فهل
نلتقي اليوم على هذه الصورة الوحدوية الإيمانية ، خاشعين مستبشرين، إلا بنعمة
الإسلام وأخوة الإيمان ، لا فرق بين غني وفقير ولا بين قوي وضعيف ولا بين أبيض
وأسود : (.. وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ
أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ..)
(آل عمران : 103 ) هاهي ذي أيام العشر الأوائل الفاضلة تختتم وتتوج بأحب الأعمال
إلى الله تعالى: صلاة العيد ونحر الأضحية . منسكان تعبديان عظيمان ، يقترنان في
الفضل والثواب، كما يقترنان في قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر
: 2 ). فهنيئا لمن أقاموا الصلاة مخلصين وهي عمود الدين ، وتقربوا إلى الله
بالأضحية صادقين محتسبين ،وهي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين ، ودخلوا رحاب العبودية
التامة لرب العالمين : (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام : 162 ). ذلك برهان الإيمان
والطاعة والانقياد، وشاهد الاستجابة والتسليم لرب العباد، تأسياً بسيرة أبي
الأنبياء إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام ،يوم جاءهما
الابتلاء الشديد بما لا تطيقه نفس إنسان، حيث أمر الأب الشيخ الكريم ،بوحي في
المنام، أن يذبح وليده البر الحليم .وكانت الاستجابة منهما معاً بمطلق الطاعة
والتسليم لرب العالمين . وحين لم يبق بعد العزم الأكيد إلا أن يراق الدم الزكي
،جاء الجزاء والفداء من رب حليم كريم بذبح عظيم . فاستمعوا وتدبروا الوصف
القرآني المبين لهذا المشهد المثير ، في قمة البيان و الإقناع و التأثير : ((وَقَالَ
إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ.رَبِّ هَبْ لِي مِنَ
الصَّالِحِينَ.فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ.فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا
تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ
الصَّابِرِينَ.فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ.وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا
إِبْرَاهِيمُ.قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ.إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ.وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ
عَظِيمٍ) (الصافات :99- 107 ). فقربوا ،معشر المؤمنين ،أضحياتكم لله تعالى بهذه المعاني
من التضحية والفداء، وعظموا فيها شعائر الله جل وعلا ، فإنها منسك توحيد وطاعة،
وشكر وعبادة ، وما هي تقليد ولا فعل عادة . واعلموا أن الله تعالى جميل يحب
الجمال، طيب لا يقبل إلا طيبا ، فانظروا ماذا تقربون إلى ربكم ، وهو صاحب الفضل
العظيم عليكم، و اصدقوه مخلصين ( فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) .
وكونوا من أهل الإحسان ، فإن الله يحب المحسنين ، والإسلام دين الإحسان والإتقان
في كل شيء كما قال الله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ
وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ..)
(النساء : 125 ) وكما أخبر رسوله الصادق الأمين: (إن الله تعالى كتب الإحسان على
كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته
وليرح ذبيحته ) . كذلك فاذبحوا أضحياتكم لربكم راضين مطمئنين ، وكلوا منها حامدين
شاكرين ، وتصدقوا محتسبين ، فإنما هي من الله تعالى نعمة وفضل واختبــار ، وهي إلى
الله شاهـد تقــوى و شكر واعتذار : (...فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا
مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا
وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا
اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) (الحج :36- 37 ). الله
أكبر الله أكبر الله أكبر .... ولله الحمد لله الحمد على نعمة الإسلام ، وقد خصنا فيه بخير
كتاب أنزل ، قرآنا عربياً مبينا ، وأكرمنا بخير نبي أرسل ، بشيراً ونذيراً وداعياً
إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ، وجعلنا من خير امة أخرجت للناس ، بالهـدى و دين
الحق ، دين الرحمة للعالمين ،و الحكمة البالغة في كل شيء من أحكامه ومقاصده. و
ديــن الأصول قبل الفــروع ، والمقاصــد قبل الأفعـال والأعمال ، والجواهــر
قبـل الأعراض و المظاهر . دين التمام والكمال والشمول، لا يشكو نقصاً ولا خلـلا ،
تنزيل من عليم حكيم . وإنما تشكو الأمة اليوم من فساد التدين لا من الديـن ؛
لأن من المسلمين من تركوا جوهر الإسلام وأولوياته ومقاصده الحكيمة، وخاضوا فيما
يؤجج الفرقة و الخلاف والانحراف : ـ فالإسلام عقيــدة ، جوهرها التوحيـــد
الخالص الذي لا شرك فيه . فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا (إِنَّ
اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ
وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 ) ـ
والإسلام شريعــة ، جوهرها العـدل : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا
بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ
بِالْقِسْطِ ..) (الحديد : 25 ) فاعدلوا ولو كان ذا قربى ، وزنوا بالقسطاس
المستقيم ـ والإسلام عبــادة ، جوهرها
الإخلاص : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ) (البينة : 5 )؛ فأخلصوا دينكم لله حنفاء ولا تبطلوا أعمالكم بالرياء
والكبر والعجب والغرور. ـ والإسلام أخــلاق، جوهرها الرحمة : ( وما أرسلناك إلا
رحمة للعالمين ) فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، فالراحمون يرحمهم
الرحمن . ـ والإسلام عمــل، جوهره الإحسان والإتقان (والله يحب
المحسنين) فأحسنوا أعمالكم مع الله ومع العباد لخير دنياكم وآخرتكم ،
واحذروا الغش والتدليس وأكل أموال الناس بالباطل . ـ والإسلام علاقـات
ومعاملات جوهرها الأخوة والصــدق:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات : 10
)؛ فكونوا عباد الله إخوانا ،صادقين في الأقوال والأفعال ، فالمسلم أخو المسلم ،
لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه .والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا . وجوهر
الدين كلــه : التقوى والاستقامة ، فاستقيموا على الدين الحق ولا تتبعوا سبل البدع
والضلال : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا
وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت : 30 ). واعلموا أن
الطريق الوحيد لهذه الاستقامة إنما هو في الاتباع والاقتداء برسول الله عليه
الصلاة والسلام، ومن خالفه فهو على البدعة والضلال المبين ، وكل بدعة ضلالة وكل
ضلالة في النار :( (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ
الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء : 115 ) ، (..
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ
يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور : 63 ). فلنجتمع أيها المسلمون على التدين
الصحيح ، إيماناً وتوحيداً وعبادة وأخلاقا وعملا ومعاملات ؛ فإننا أمة التوحيد
والوحدة ، والجسد الواحد الذي روحه القرآن ، به وجدنا ، و به نحيا، وبه نهتدي ،
وبه نسمو ونرقى ونسود : ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ
أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن
جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى : 52 ). تلك حقيقة القرآن اليقينية
المنطوقة ، وهي شهادة التاريخ الحقيقية المشهودة ، كلما تمسك المسلمون بهدي القرآن
والسنة،أنجزهم الله وعده بالاستخلاف والتمكين والعزة . وتلك شهادة عمر بن
الخطاب المشهورة وقد ذاق عزة الإسلام بعد هوان الجاهلية فقال : { نحن قوم أعزنا
الله بالإسلام ، ومتى ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله}. الله أكبر الله
أكبر الله أكبر .... ولله الحمد . يا أمة الإسلام ، إنه مهما اشتد
الحال على المسلمين بالقهر والاحتلال والضعف والانهزام والذل والهوان ، فإنما هو
بما كسبت أيديهم من التفريط في عهد الله وميثاقه الغليظ . ولا بد من سنة الابتلاء
بالشدائد والمحن حتى يفزعوا إلى الاعتصام بحبل الله المتين في كتابه المبين
وسنة رسوله الأمين : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى
نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) (محمد : 31 ) . فلنرجع إلى الله تعالى بتوبة نصوح ، عاملين
بمقتضى عهد الله وميثاقه، مبتغين العزة عنده لا عند غيره (.. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ..) (المنافقون : 8 ). وأما كيد الأعداء وعدوانهم ، فهو إلى نهاية وزوال
،مهما خططوا لحرب الإسلام ورميه بتهمة الإرهاب، فمكر أولئك هو يبور (إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ
فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ..)
(الأنفال : 36 ). كذلك كان مصير المشركين زمن الدعوة ،وكان مآل الصليبيين والتتار
، وكانت نهاية الاستعمار ،وكلهم باءوا بالخيبة والخسران ، وبقى دين الله قائماً لا
يحول ولا يزول ومعه وعد الله لعباده المؤمنين : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور : 55 )ولنا بشارة
النصر والفتح المبين وانتشار الإسلام في العالمين ، على لسان سيد المرسلين :( ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت وبر ولا
مدر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام
وذلاً يذل به الكفر ) رواه أحمد عن تميم الداري ؛ فابشروا أيها المؤمنون واستبشروا
، واذكروا الله كثيرا وكبروه تكبيرا ، واستغفروه إنه كان حليما غفورا . جعلني الله وإياكم من
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو
الألباب
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، دائما بدوام عزته وجلال وجهه وعظيم سلطانه ومجده. نحمده تعالى وهو أهل الحمد والثناء ، لا نحصي نعمه ولا نحصي ثناءً عليه ، هو سبحانه كما أثنى على نفسه. ونصلي ونسلم على خير خلقه ، محمد وآله وصحبه . يا إخوة الإيمان ،احذروا فتنة الدنيا الفانية ، واعلموا أنها مزرعة الآخرة ، فتزودوا من دنياكم لآخرتكم بالأعمال الصالحة ، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل. واذكروا قول الله تعالى : (فاما من طغى. وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى ، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى). واعملوا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الغالية ،قبل حلول الموانع والمعوقات والفتن حيث لا تنفع الحسرة والندم : ( بادروا بالأعمال سبعا : هل تنتظرون إلا فقراً منسيا أو ، غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسدا ، أو هرماً مفندا ، أو موتاً مجهزا ، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة ، والساعة أدهى وأمر ) الترمذي عن أبي هريرة
المؤمنون ،اهنأوا بعيدكم ، واذكروا نعمة الله عليكم بالإيمان
وأخوة الإسلام، فإنما المؤمنون إخوة ، وارعوا بينكم مشاعر هذه الأخوة بالمحبة
المتبادلة والتعاون والتآزر، والتراحم والتزاور ، فإنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه .وكونوا على الصورة التي وصف بها النبي الكريم مجتمع المؤمنين
{ مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى
له سائر الجسد بالحمى والسهر }. واجعلوا يوم العيد منطلقا لتمتين العلاقات وتقوية
الصلات والتنافس في الخيرات واجتناب المنكرات . ولا تنسوا إخواناً لنا في بلدان
إسلامية كثيرة ، لا يعيشون فرحة العيد مثلنا بما يعانون من ويلات الحروب ونحن في
سلام، ويروعون ويقتلون، ونحن في أمان، ويحاصرون ويجوعون ونحن منعمون . فلنسأل الله
تعالى لهم الفرج القريب والنصر على الظالمين، وألا يؤاخذنا بما قصرنا في واجب
نصرتهم وإعانتهم ، إنه تعالى حليم كريم. (.. رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن
نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا
حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ
طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا
فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة : 286 ).
تقبل الله تعالى منا جميعاً مناسك هذا اليوم المبارك الأغر ، وأعاده علينا بالخير واليمن والبركات إنه ولي الصالحين ...أمين . ألا وصلوا على النبي الأمين ، المبعوث رحمة للعالمين . الدعاء ..... اللهم اختِمْ لنا بخَيْر، واجْعلْ عَواقِبَ أمُورنا إلى خَيْر. اللهم اغفِرْ لجميع المسلمينَ والمسلمات، والمؤمنين والمؤمِنات، وأصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهِمْ، واهْدِهِمْ سُبُلَ السّلام، وجَنِّبْهُمُ الفواحِشَ والفِتَن، ما ظهَرَ مِنْها وما بَطن. اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمان وزَيِّنْهُ في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفرَ والفُسوقَ والعِصْيَان، واجْعلنا يا رَبّ مِنَ الراشِدين. اللهم فَرّجْ هَمّ المهْمُومينَ منَ المسلمين، ونَفِّسْ كَرْبَ المكْروبين، واشْفِ مَرضى المسلمين يا ربّ العالمين. اللهم أصْلِح المسلمينَ في كُلّ مَكان، اللهمّ عَلّمْ جاهِلَهُم، وأطْعِمْ جائِعَهُم، واكْسُ عَارِيَهُم. اللهم احفَظْهُمْ في أمْوالهِم، واحفَظهم في أَعْراضِهم، واحفَظهم في أبْنائِهم، واحفَظهم في دِيارهم وأوْطانهم ياربّ العالمين. اللهم أعِزّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرْكَ والمشركين، ودَمِّرْ أعداءَ الدّين، واجْعلْ هذا البلدَ آمِناً مُطمَئِنّاً وسائرَ بلادِ المسلمين. اللهمّ آمِنّا في أوْطانِنا، وأصْلِحْ أئِمّتَنا وَوُلاةَ أمُورنا ياربَّ العالمين. اللهم انصر من قلدته أمور عبادك وبسطت يده في أرضك وبلادك مولانا محمدا السادس اللهم انصره نصرا مؤزرا اللهم اره الحق حقا وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه اللهم احفظه في ولي عهده المحبوب مولانا الحسن وصنوه السعيد مولاي رشيد وجميع أفراد أسرته المجيدة إنه على مايشاء قدير وبالاجابة جدير ربَّنا تقبّلْ منا إنك أنتَ السميع العليم، وتُبْ علينا إنك أنتَ التوابُ الرحيم. رَبنا آتِنا في الدنيا حَسَنة وفي الآخِرة حَسنة وقِنا عذابَ النار. وصَلِّ اللهمّ وسَلّمْ وبارِكْ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبهِ أجمعين. سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
تقبل الله تعالى منا جميعاً مناسك هذا اليوم المبارك الأغر ، وأعاده علينا بالخير واليمن والبركات إنه ولي الصالحين ...أمين . ألا وصلوا على النبي الأمين ، المبعوث رحمة للعالمين . الدعاء ..... اللهم اختِمْ لنا بخَيْر، واجْعلْ عَواقِبَ أمُورنا إلى خَيْر. اللهم اغفِرْ لجميع المسلمينَ والمسلمات، والمؤمنين والمؤمِنات، وأصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهِمْ، واهْدِهِمْ سُبُلَ السّلام، وجَنِّبْهُمُ الفواحِشَ والفِتَن، ما ظهَرَ مِنْها وما بَطن. اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمان وزَيِّنْهُ في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفرَ والفُسوقَ والعِصْيَان، واجْعلنا يا رَبّ مِنَ الراشِدين. اللهم فَرّجْ هَمّ المهْمُومينَ منَ المسلمين، ونَفِّسْ كَرْبَ المكْروبين، واشْفِ مَرضى المسلمين يا ربّ العالمين. اللهم أصْلِح المسلمينَ في كُلّ مَكان، اللهمّ عَلّمْ جاهِلَهُم، وأطْعِمْ جائِعَهُم، واكْسُ عَارِيَهُم. اللهم احفَظْهُمْ في أمْوالهِم، واحفَظهم في أَعْراضِهم، واحفَظهم في أبْنائِهم، واحفَظهم في دِيارهم وأوْطانهم ياربّ العالمين. اللهم أعِزّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرْكَ والمشركين، ودَمِّرْ أعداءَ الدّين، واجْعلْ هذا البلدَ آمِناً مُطمَئِنّاً وسائرَ بلادِ المسلمين. اللهمّ آمِنّا في أوْطانِنا، وأصْلِحْ أئِمّتَنا وَوُلاةَ أمُورنا ياربَّ العالمين. اللهم انصر من قلدته أمور عبادك وبسطت يده في أرضك وبلادك مولانا محمدا السادس اللهم انصره نصرا مؤزرا اللهم اره الحق حقا وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه اللهم احفظه في ولي عهده المحبوب مولانا الحسن وصنوه السعيد مولاي رشيد وجميع أفراد أسرته المجيدة إنه على مايشاء قدير وبالاجابة جدير ربَّنا تقبّلْ منا إنك أنتَ السميع العليم، وتُبْ علينا إنك أنتَ التوابُ الرحيم. رَبنا آتِنا في الدنيا حَسَنة وفي الآخِرة حَسنة وقِنا عذابَ النار. وصَلِّ اللهمّ وسَلّمْ وبارِكْ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبهِ أجمعين. سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
إرسال تعليق