GuidePedia

0


محمد لبويهي

انصاص قرءانية








وفي هذا قال الناظم  رحمه الله تعالى : هاك القبائـــــلَ التي قد نـَـــزَلَ على لسانها القرآنُ مجمَـــــلاَ فقـريــــشٌ وأســـدٌ وكنانـــــهْ هُذيلٌ مَعْ بني تَميم ضَبـَّــــــهْ وقيسٌ الذين أنْزِلَ الكتــــــابْ موافقاً لهم هم أفصح العَــرَبْ ثم انتقل رحمه الله تعالى إلى بيان ما احتوى عليه القرآن الكريم حيث بين أن القرآن الكريم لايخلو من أن يكون أمرا او نهيا أو محكما أو متشابها أو بشرى أو إنذارا أو قصة أو موعظة أو مثلا وفي ذلك يقول رحمه الله تعالى : ألا إنما القــــرآن تسعةُ أحْـــــرُف أتتك في البيت بعدُ خُذْهَا بِلاَ زَلَــل حلال حرام محكم متشابِـــــــــــهٌ بَشِيرٌ نَذِيرٌ قِصّةٌ عِظَةٌ مَـــــــثَــــلُ ثم انتقل ناصحا طلبة العلم إلى التمسك بآداب المتعلم حاثا إياهم على تقوى الله تعالى والصبرعلى المشاق والجد والاجتهاد، مبينا ثواب تلاوة القرآن الكريم وأن بكل حرف عشر حسنات مبينا فضل تعلمه وتعليمه مستشهدا بحديث رسول الله " إن أفضلكم من تعلم القرآن و علمه "(1) إلا أنه روى الحديث بالمعنى قائلا في ذلك رحمه الله تعالى : وإن ترد الحفــــــظَ لِلقـــــــرآنِ وسائر العلـــــوم خذ بَيـَــاني عليك بالــــــدرس والاعتــــزالِ والصبر والتقوى وحسن الحـالِ ولتكـــــن للشيـــــوخ كالمْملُوك تنلْ وتبلـغْ مبلَغَالملــــــــوكِ من لم يذق ذل التعـــــلم فـــــلا ينال حِفـــــظا ويموتجَهِـــلاََ جاء لكل حـــــرف عشر حسنات كذا تُمحى عنه عشـــر سيـئات تعلم كتاب الله والزم تفهَمـــــه تنل شرفا عند الإله ومكْرَمَــــه وقد قال رحمه الله في كتابة بسم الله : وطول البــــــاء في بســـــم اللهِ تعظيما ثم تشريفــــــــا للـــهِ وقيل ذاك عِوَضٌ من الألــــــفِ فحقق العلوم وافهم ما أصــفِ وقيل ليمتــــــاز منه الســـــينُ والأول أشهــــــــرُ ياإنســـانُ وكانت للشيخ رحمه الله تعالى علاقة وطيدة مع طلبة أهل فاس ،وقد سألوهيوما عن كيفية كتابة كلمة " ملئه" فاجاب رحمه الله تعالى : يا غادِيا للغــــــرب لمكنــــاس بلغ سلامي طُلْـــبَ أَهــلِ فاسَ وقل لهم ملائــــه قد حُوِّلَـــت همزتُــهُ وتحــت ياء ادخلـــــتْ ودارةٌ فــــــوق ألفِ الـــــلام وجدتها في الصحراء خُذْ نظـامِي 3. الوثيقة الثالثة : نصرة الكتاب نصرة الكتاب " أو النصر ة " وهو الاسم الأكثر تداولا عند أهل المنطقة، نظمها الفقيه الجليل أبو عبد الله سيدي محمد التهامي بن الطيب، الذي جمع ونقح الأنصاص . وهي عبارة عن منظومة تشتمل على مدخل وخمسة أبواب وخاتمة تتضمن رسم وضبط القرآن الكريم بشكل مبسط وميسر وعدد أبياتها 367 بيتا. أ- مقدمة نصرة الكتاب قال رحمه الله تعالى في هذه المقدمة : قـــال عُبيـــــــدُ ربه المحتجــبِ محمدُ التــهامي بن الطيـِّـــــبِ من بعد بسم الله الرحمان الرحيم مسهِّل الخط لدى الذكر الحكيـمِ الحمد لله الـــــذي قد أنـــــزل كتابه على إمـــــــــامالفُضَـلاَ ثم الصلاة والسلام سرمــــــدَا على محمد شفيعنـــــــــاغــدَا وآله ذوي التــــقى والعـــــلم وصحبه أولي النـــدى والحلــم ب- مرتكزات نصرة الكتاب وقد أشار الناظم رحمه الله تعالى إلى وجوب الاقتداء بما رسم في المصحف الإمام، ثم بين المنهجية التي اتبعها في نظمه تسهيلا على الباحث ، وذلك أنه رتب عمله ترتيبا هجائيا مشيرا إلى اتباع قراءة ورش عن نافع ذاكرا أبواب منظومته الخمس وهي : - الحذف وأحكامه - حذف الياءات والواوات - أحكام الهمزة - الوصل والفصل - حكم التاء المتصلة والملحقات بها ج- التسمية وطريقة البحث وفي هذا يقول رحمه الله تعالى: سمــيته بنُصـــــــرة الكتــاب بينت فيه مخـــتار الأصحـــاب فكل حكــم ظاهــر سَكَــــتُّ عن حصره وغيره قـــيَّــــدْتُ أشرت للمخصوص بالمجـــاورهْ أو بسورة أو حرف أو حركَــــهْ كيف أتت أو عُرف أو ضمـــيرِ أو اسم أو جمع لدى التحـريـــرِ أو بالإطلاق أو باللفــظ للـذي قد عَلِم الحـــذفُ نوعه حينئـــذِ أو كيفــما أو حيث أو بكُــــل وفقنا الله لحـــسنِ القــــــــولِ مما تقدم نعلم علم اليقين أن الناظم لم يهتم بالأحكام الظاهرة في منظومته ، وإنما حصر فقط الأحكام غير المقيدة بقاعدة . وأما بالنسبة لطريقة البحث فقد استعمل كلمات يميز بها الباحث الأحكام المخصوصة ( أي الخاصة بوضع دون سواه ) من الأحكام العامة التي تطبق على لفظما، أينما ورد ذكره .فقد أشار مثلا للمخصوص بذكر السورة كقوله : « وفي الإسراء أخرتني» أي أن كلمة أخرتني في سورة الإسراء يقع فيها حذف الياء وإلحاقها وأما في قوله « وفي اليقطين غاوين» فقد أشار لموضع غاوين التي توجد في سورة الصافات التي يطلق عليها الحفاظ سورة اليقطين لورود هاته الكلمة فيها دون غيرها من السور . وبالتالي استعمل هنا الإشارة بكلمة . أما عندما يتعلق الأمر بحكم مطلق فنجده يشير إلى ذلك بكلمات مثل : كيف أتت – كل – كلا- أو بذكر اللفظ دون تقييد والمثال على هذا أسوقه من حذف لام الذي حيث قال في شأنها – لله اللائي كيف يأتي . وفيما يلي اذكر أمثلة من المنظومة مع استخراج بعض الاحكام والاستشهاد عليها من كتاب الله عز وجل. د- قاعدة الحذف نموذجا : مفاد هذه القاعدة أن تحذف ألف أو واو أو ياء بعض الكلمات. فتخرج الكلمة بذلك عن قواعد الإملاء المعروفة مثل " أنجيناكم" و" أطيعون " و" لا يستون " ففي الكلمة الاولى تم حذف الألف بعد النون، وفي الكلمة الثانية حذفت ياء المتكلم من آخر الكلمة. وأما الكلمة الثالثة فتم حذف الواو الثانية ويدخل تحت نطاق الحذف أيضا حذف اللام المدغمة في مثلها ، كقوله تعالى : " واليل" وبما أن بعض الكلمات تكتب تارة بالحذف وتارة بالاثبات فقد قام الناظم رحمه الله تعالى باحصائها مرتبا إياها وفق الحروف الهجائية . وفيما يلي بعض الامثلة. 1) حذف الألف : ( مثال بعد الغين ) فقد ذكر الناظم أن أربع عشرة كلمة جاءت غينها محذوفة.( أي أن غينها متصلة بما بعدها ).فقال رحمه الله تعالى في ذلك: والغيــــــــنُ جمعُ غالبين غافرين كل مَغَارب غاشيهْ والغارميـــن ولفظ غافل في اليقطين غاويــــنْ وفاسْتَغَاثَه أضغاثُ غَابريــــــنْ مُغاضبا أضغــــانُ او مغــــرات وضف اليهم ان اعمل سَابِغَاتْ 2) حذف الياء وهــاك ياء فُصلــت وتُلِيـــتْ وَصَلالا وقْفا وفي الخـط الحِقـَـتْ وفي طَرَف الداعي دعاني اتبعني أَوَّلَ عِمْرَان وفي الإسراء أخَّرْتَـنِي والمهـتدي فـيه وفي الكهف وأن يهــدِيَــــني ويُؤتيــنيتُعلمـــني وفيه نَبغِ تسألَــنّي هو دمـــــع دُعَائي رَبَّنـــا ويأتِي لافَضَــــعْ وألا تتَّبِــــــعـــني وَينقــذونِي يُكذِّبُوني قصَــصوَترجُمُــوني فاعتزِلوني والتَّلاقِـي والـتَّنَـادِي أَتَانِي الله الجـــوابِوالمـــــنادِي والبادي ثم أَرْبَعــــا نَكِيــــرِي وَنُذري وَعِيـــدِي مَعْنَذِيــــرِي ان جُرد الثلاثُ والجَـوَارِي فِـــي بالوادي في الفجر ويسْرِي أضِفِ أهـــــــانني أكرمنــي تُرْدينـــي أتُــمِدونَنـــــيباليــــقــــينِ 3) حذف الواو : وقد بين الناظم أن حذف الواو إما أن يكون حذف إلحاق حيث تعوض الواو بواو صغيرة كما في قوله تعالى: فكلمة:« » تكتب الواو الثانية صغيرة وقد حصر الناظم عددها في ثمان كلمات وهي : غاوون ـ وُوري ـ الموؤدة ـ تلوون ـ داوود ـ فأووا ـ يستوون ـ ليسؤوا .. فقال في ذلك رحمه الله تعالى: وألحــــــق الثاني من غاوون وَوُوري مع مـــؤودة تَلْوُون كُلا داوُودَ فَأوَوْا لَفظ يَسْتَوُونَ وَلِيسؤُوا الأُولَـى مِنْه فَتَهُون وإما أن يكون حذف إسقاط وفيه تسقط الواو من الكلمة ولا تعوض فقال في ذلك رحمه الله تعالى : وَأَسْقِطِ الْوَاو مِــنْ يومَ يَدْعُ وَصَالِح التَّحْرِيم مَع سَنَـدْعُ ويمحُ ما حميم ويدْعُ الإنسـانُ خمسة أحْرف فــلاحَ التبيان حذف اللام : فقد بين الناظم رحمه الله تعالى أن اللام تنطق في بعض الكلمات ولكنها لا تكتب . وهذه الكلمات هي : التي والليل ـ اللاتي والذي ولله ـ واللائي ـوخلاصة القول :إنه بهذه الطريقة استطاع الإمام سيدي محمد بن التهامي بن الطيب رحمه الله تعالى أن يجمع عدة قواعد قرآنية في أرجوزته قصد المحافظة عل الرسم العثماني وضبطه . وقد تطرق فيها بالإضافة إلى موضوع الحذف الذي سقت منه بعض الأمثلة إلى مواضيع أخرى مثل الزيادة وأحكام الهمز والفصل والوصل والتاء المربوطة التي كتبتمبسوطة . وتعد النصرة عند أهل المغرب بالإضافة إلى ابن بري والجزرية والأنصاص شيئا ملازما لحفظ القرآن الكريم . خــــــاتمــــــة في ختام هذا البحث المتواضع نستطيع أن نصل إلى النتائج التالية : أولا : إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم رسما ولفظا ، فهيأ هذه الأمة لتتسابق طائفة منها لخدمة هذا الكتاب المنير، أملا في أن يكونوا من أهل القرآن عملا بما أخرجه البزار في مسنده وابن ماجة في سنته والأهوازي في الايضاح عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« إن لله أهلين من الناس » قيل ومن هم يارسول الله ؟ قال :« أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. » ثانيا: لقد تشبث المغاربة بالقرآن الكريم منذ دخول الإسلام إلى المغرب. فانتشر انتشارا منقطع النظير وذلك بفضل اعتنائهم بالكتاتيب القرآنية وانتشار الزوايا، وتشجيع الطلبة وذلك بتحمل تكاليف إقامةالغرباء منهم وإكرامهم ، وإنزالهم منزلة أبنائهم ، كما أن لسنة قراءة الحزب في المساجد والزوايا الآثار الكبيرة في تحفيظ كتاب الله خصوصا بالنسبة للذين لم يتمكنوا من حفظه في الصغر . ثالثا: اهتمام المغاربة بالرسم القرآني اهتماما لا مزيد عليه ، فوضعوا لذلك الأنصاص . هذه الأنصاص التي اهتمت بالرسم وتثبيت الآياتالمتشابهات التي يصعب تذكرها. رابعا: لقد ساعدت الأنصاص على الاحتفاظ بالقرآن الكريم كما رسمه كتبة المصحف الإمام وأجمعت عليه الأمة من الضبط والشكل باعتبارهماشيئان متلازمان لا يمكن أن ينفك أحدهما عن الآخر. خامسا : حقا إن الأنصاص آلة مساعدة لضبط الرسم العثماني عند المغاربة.



إرسال تعليق