محمد لبويهي
المغرب. الصويرة. الشياظمة. مواسم رجراجة
"- ركراكة (إركراركن) كانت عبارة عن اتحادية قبلية مصمودية ( الشلوح)، أسلمت كما باقي قبائل سوس والحوز في اطار الفتوحات التي قادها عقبة بن نافع الفهري خلال الستينيات من القرن الهجري الاول ( عهد الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك بن مروان).
وفي إطار الصراع العقدي والمذهبي الذي عرفه المغرب في عصر الإمارات، بعد استقلاله عن الخلافة الاموية في أواخر عهدها، كانت قبيلة ومنطقة ركراكة من المناطق التي تصدت للمذهب الخارجي البورغواطي وللتشيع البُجَيلي، حيث ظهرت بها وبالعديد من من مناطق المغرب رباطات سُنّية، تصدت للخوارج البورغواطيين وللشيعة البُجَيليين، مثل رباط شاكر ورباط واسمين في مجال ركراكة ورباط نفيس بالحوز، ورباط ماسة ورباط أكلو بسوس، ورباط الأمغاريين في تيط بدكالة. هذه الرباطات هي التي تبنت المذهب المالكي فيما بعد، وعملت على نشره ومهدت للدعوة والدولة المرابطية.
وقد ذكر ابن خلدون ركراكة ضمن مصامدة السهل. وكانت من مصامدة السهل التي تَعرّضت لقمع كبير من طرف الموحدين (مصامدة الجبل) في اطار ما سمي بعملية" الاعتراف" التي قادها عبد المومن بن علي الكومي.. مما فسح المجال لتعريبها الى جانب مصامدة دكالة البيضاء ( دكالة الحالية) ودكالة الحمراء( عبدة الحالية) بعد توطين الموحّدين لأعراب بني هلال وبني سليم في السهول الاطلسية.
ومنذ أواخر الدولة المرابطية ظهر في ركراكة العديد من شيوخ التصوف( الاولياء)، و ذكر يوسف ابن الزيات في كتاب "التشوف الى رجال التصوف" بعضهم، وابن الزيات نفسه ركراكي مارس القضاء في اواخر الدولة الموحدية بقبيلة ركراكة. لتتحول بعد ذلك الى مرتع خصب للتصوف وشيوخه. وصادف استكمال تعريب ركراكة ومجالها في عهد الوطاسيين، بداية الغارات البرتغالية على السواحل المغربية ومناطقها الداخلية، ومنها مجال ركراكة، مما ساهم في تَفَكّك ركراكة كاتحادية قبلية المصمودية نهائيا، وتستقر في مجالها طلائع القبائل العربية التي كانت ترافق وتجاهد الى جانب السعديين ضد البرتغال، منها: الشياظمة وأولاد أبي السباع وأحمر.
أما ما يُقال عن كون بعض رجال ركراكة من صحابة الرسول وزيارتهم للرسول صلى الله عليه وسلم:
-أولا: فليس هناك ما يثبته ولا ما يؤكّده، سواء في كُتُب السنة والحديث المعروفة والمعتبرة لدى كل المسلمين ( الصحيحين - وكتب السنن والموطأ..)، وما يوردونه من روايات مُهَلهلة عن زيارة لسبعة رجال من ركراكة للرسول صلى الله عليه و سلم، لا يتجاوز ذلك بعض الكتب الصفراء التي يتداولها إلا الركراكيون المتأخرون. وقد كان ذلك موضوع أحد الدروس الرمضانية التي ألقاها الاستاذ أحمد التوفيق مؤخرا، حيث فنّذ صُحبَة الرجراجيين للرسول (ص)، على عكس ما ذهب إلى عبد الله السعيدي صاحب كتاب ''السيف المسلول في من أنكر على الرجراجيين صحبة الرسول''.
-ثانيا: معظم كتب التاريخ لم تذكر دخول أي صحابي الى بلاد المغرب الاقصى في اطار الفتوحات، لان المغرب الاقصى لم يفتح في عهد الصحابة، ولم يُفتح إلا في عصر تابعي التّابعين، عهد الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك بن مروان سنة 64 هج، والخليفة عبد الملك بن مروان نفسه يصنف ضمن التابعين، ومعاصر للتابعين وليس الصحابة، فمابالك بابنه الوليد. ومن ثمة لا مجال للحديث عن الصحابة في زمن فتح المغرب." (محمد اقديم)
تختلف الاراء حول تطرق احمد التوفيق لموضوع صحبة رجراجة؟
فرد احدهم:
- "لا اعتقد أن احمد التوفيق سيخوض في هذا الامر. ولو كان قالها لتكلم عنه الجميع... والدروس الحسنية الرمضانية موثقة... وتوجد على شكل كتب ..."
رد محمد اقديم:
"- تناول احمد التوفيق الموضوع مرتين: الأولى، في درس افتتاحي للسنة الدراسية بإحدى الجامعات، بتفصيل.
و الثانية، في درس حسني، بإشارات.
التوفيق اعتبر الرحلة أسطورة، من أهم دلالاتها،أن المازيغيين تغيوا منها التأكيد على العزة والأنفة، باعتبار أنهم هم الذين اعتنقوا الإسلام بمحض إرادتهم، ولم يفرض عليهم بالغزو."
"- أثار التوفيق الموضوع، مرة ثالثة، في ندوة دولية حول التصوف في ملتقى رباط شاكر.
للتوسع في الموضوع يمكن الرجوع الى كتاب د.احمد التوفيق، وعنوانه (في تاريخ المغرب) جزء1 الصادر سنة 2019، عن مطبعة النجاح الجديدة بالبيضاء، حيث تطرق إلى الموضوع بدءا من ص 183وما بعدها."
نقل عن الاستاذ عبد الكبير نمير
إرسال تعليق