محمد لبويهي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في إطار ما تزخر به مناطق رجراجة من زوايا شريفة، أقدم لكم نبذة عن زاوية ومدرسة جدنا الشيخ العلامة، سيدي عبد الله السكياطي، تغمده الله برحمته الواسعة،
"تقع هذه المدرسة بزاوية سكياط شرق قرية تالمست أسست في عهد السلطان المولى إسماعيل العلوي، أسسها العلامة القاضي أبو جماعة السيكاطي الذي كان قاضيا على الشياظمة ورجراجة بظهير إسماعيلي، ومن حسن الاتفاق والمصادفات أن حضر معه في حفل التأسيس، تشريفا وتكريما لصنيعه العلامة أبو علي اليوسي (ت. 1102هـ) الذي جاء للتبرك بالموسم الرجراجي،
وبعد وفاة العميد المؤسس القاضي أبي جماعة المذكور، تولى ابنه القاضي عبد الله أبي جماعة بن مسعود السكياطي الرجراجي مهام تسيير المدرسة والتدريس بها، فقد كان فقيها علامة مشاركا، حافظا للقراءات، تولى القضاء ببلده في دولة السلطان أبي مروان.
ثم آلت رئاسة المدرسة إلى شيخ العلم والإقراء السيد عبد الله بن علي بن مسعود الرجراجي السكياطي، فخر الزاوية السكياطية في وقته، وفخر الطائفة الرجراجية أيضا، ذلك الإمام الكبير في العلوم الإسلامية مع الورع والتقوى، جال في المغرب والمشرق وحج، والتقى بالعلماء، ثم عاد لهذه المدرسة لينشر بها العلم، ويقصده الطلبة من الآفاق، فكانت المدرسة على عهده غاصة بالطلبة، يباشر فيها الإقراء بنفسه في جميع الفنون المقررة فقها وعربية وعلوم قراءات، وقد تعاهد هذا الشيخ مع رفيقه في العلم والطلب المقرئ السيد محمد التهامي الاوبيري الحمري على أن يكتب المتأخر منهما وفاة ترجمة المتقدم عنه، فكان أن كتبها الأوبيـري وسمى كتابه "إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي"، ومما جاء فيه عن هذا العالم أنه كان عارفا بالتجويد ضابطا لأصول القراءة وفروعها حافظا للسبعة، نحويا، عارفا بالحديث، والفقه والتفسير، ورعا، ذكيا حج وجاهد، وكان يقوم من الليل ما شاء الله.
قال الأوبيري واصفا السيد عبد الله السكياطي: "كان -رحمه الله- شيخا حسن العمة (كذا)، كثير الهمة، مليح الوجه، طاهر اللون، رجل بين الرجلين، أبيض مشوب بصفرة مثل لون أهل الجنة، منور الشيبة، تجللته السكينة والوقار، مشتهرا بالخير كأنه نار على علم أو منار، صدوق اللهجة، رافقته أكثر من عشر سنين، فما رأيت أصدق لهجة منه، وأجرز ملابس الثناء، كثير الحياء…" (منقول عن بحث قيم للأستاذ حكيم رضى، جزاه الله بكل خير،).
إرسال تعليق