GuidePedia

0
                         
                             قبائل رجراجة

تصنف قبائل رجراجة ضمن القبائل المصمودية الأمازيغية التي تعربت في ما بعد، أثناء حملة عبدالمومن بن علي الموحدي وبعده حفيده يعقوب المنصور الموحدي التي استهدفت البحث عن سبيل التقريب بين العنصر العربي الوافد و العنصر الأمازيغي للحد من فرص الثورة و التمرد لدى الأخير.
يقول صاحب كتاب أسفي وما إليه : رجراجة مواطنهم على عدوة وادي تانسيفت الجنوبية، وكانت هذه القبيلة لها فضيلة السبقية لتلقي الاسلام بالمغرب، وكانوا مظاهرين للاسلام ناشرين شرائعه مدافعين عن حوزته وبالأخص بعد ظهور البرغواطيين المتنبئين بمنطقة تامسنا، فكانت بينهم حروب استمات فيها الرجراجيون على الاسلام، وباعوا أنفسهم في سبيل الله، بل روى جماعة من العلماء، أنهم يعتبرون في عداد الصحابة المغاربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهم شدوا الرحال اليه عليه السلام وزاروه بمكة في أول بعثته، وكلموه بالأمازيغية، فأجابهم بها وأسلموا أمامه، ورجعوا الى بلدهم المغرب، فهم أول من أدخل الاسلام للمغرب، وقد نبغ فيها رجال سبعة لهم ذكر في اعتناق الاسلام والذب عن حوزته، وهم
سيدي واسمين : رئيس مجموعة سبعة رجال، ودفين جبل الحديد بالشياظمة
سيدي بوبكر اشماس : دفين زاوية قرمود بسفح الجبل من جهة البحر
سيدي صالح بن أبي بكر اشماس : ابن السابق، دفين بلاد حويرة على مقربة من والده
سيدي عبدالله ادناس : ضريحه عليه قبة قرب وادي تانسيفت من الجنوب
سيدي عيسى بوخابية : ضريحه أيضا مقام على وادي تانسيفت
سيدي سعيد بن يبقى : ويعرف أيضا بالسابق، دفين موضع تمزت
سيدي يعلى : دفين رباط شاكر، بمدينة أسفي
و هذه الرواية فإنها جعلت المنتسبين إلى هذه الطائفة يتشكل لديهم اعتقاد راسخ بأسبقيتهم لتلقي الدين الجديد، وكان هذا المعطى إحدى أهم الركائز التي استمدت منها زوايا رجراجة التي يصل عددها إلى 13 زاوية، مكانتها السياسية و الاجتماعية عبر التاريخ، وهو ما أرخى بظلاله على علاقة الرجراجيين بالدول المتعاقبة على حكم المغرب، وهي علاقة لم تستقر على حال واحد، فقد كانت متوترة إزاء المرابطين و الموحدين بسبب إصرار الرجراجيين على أخذ مسافة اضطرارية بينهم وبين دعوتهم ومذاهبهم، وعرفت تغييرا نسبيا نحو الأحسن خلال حكم المرينيين، والشيء نفسه كان مع السعديين. خلال هذه المرحلة سيبرز الدور الأساسي الذي قامت به قبائل الرجراجيين بزعامة أقطاب زواياها في صد عدوان الاحتلال البرتغالي على إقليم الصويرة سنة 1510م.


رجراجة والملوك العلويين.


خلال مرحلة حكم العلويين ستدخل علاقة "رجراجة" منعطفا جديدا، وإن بدا متوترا مع السلطان مولى إسماعيل الذي دخل في صراع مع العديد من الزوايا المنتشرة عبر ربوع المغرب خلال مرحلة تثبيت حكمه، وسعى بكل الوسائل إلى إخضاعها، و من بين الأساليب التي لجأ إليها لكسر شوكة زوايا رجراجة أولا التشكيك في مسألة صحية الرجراجيين، وقد وظف في هذه الحملة مجموعة من العملاء منهم الشيخ عبدالقادر الفاسي و الشيخ الحسن اليوسي، وثانيا عمد السلطان كذلك إلى تحويل مزارات أوليائها السبعة من منطقة الشياظمة إلى مدينة مراكش، ومن هنا جاءت فكرة " سبعة رجال" الذين اشتهرت بهم المدينة الحمراء. ولم تنكسر شوكة الرجراجيين بهذا الإجراء الظالم ، بل أعاد السلطان مولى إسماعيل النظر في موقفه هذا بعد أن اتصل به أحد علماء رجراجة،ورأى بعينيه بعض الخوارق و المعجزات التي ظهرت من بعض علماء رجراجة ويتعلق الأمر بالشيخ الصوفي محمد بن احميدة الذي زار السلطان العلوي بمدينة مكناس، وأقنعه بصحبة أولياء الرجراجيين السبعة وسلامة هوية أحفادهم، يظهر هذا الاقتناع من خلال تعيين هذا الشيخ مقدما لزوايا رجراجة، وكذا الظهائر السلطانية التي بدأت تتواتر منذ ذلك العهد إلى زماننا هذا ، ومن خلال عناية ملوك الدولة العلوية بمواسم الرجراجيين المعروفة ب "الدور".

المواسم الربيعية دين ودنيا

ظلت مواسم الرجراجيين المشهورة ب" الدور" طيلة قرون عديدة تؤدي وظائف دينية بالأساس، لأن الأصل في تلك المواسم أن الرجراجيين أرادوا من خلالها تركيز العقيدة الدينية في أواسط القبائل الأمازيغية التي كانت تعمر حوض تانسيفت، فبعض المصادر التاريخية تحكي أن الأمازيغ ارتدوا اثنتي عشرة مرة، وبهذا يمكن تفسير طواف الرجراجيين أثناء مواسمهم على أماكن مختلفة داخل إقليم الصويرة وخارجه، حتى يجددوا صلة تلك القبائل بالإسلام.
وقد تجاوز "الدور" الإطار الدعوي الضيق مع مرور الزمن ليمتزج بعادات وطقوس و ممارسات تعبر عن الهوية الثقافية للمنطقة، وتقام خلالها وعلى امتداد 44 يوما مهرجانات وتجمعات شعبية، ويطوف خلالها ممثلو الزوايا الرجراجية على أضرحة ساداتهم جامعين في ذلك بين الأغراض الدينية والدنيوية، كما لاحظ ذلك دانييل شروتر في كتابه "تجار الصويرة" بحكم أن الحركة التجارية تنتعش كذلك خلال أشغال هذه المواسم.
وعادة ما ينطلق "الدور" يوم الجمعة إذ يتفنن الناس في الاحتفال، وبضريح ابي علي تلتقي الطائفة بامقدمين و يشرعون في التصلية وترتيل بعض الأزجال الموروثة عن أسلافهم ثم يسيرون يجمعهم إلى "الهرجانة" حيث تبتدئ "الزيارة" وجمع "الفتوحات" التي تتوزع في اليوم الأخير، ومن بين العادات التي ترتبط بعملية توزيع الهبة و الفتوحات أنها لا تسلم إلا للحاضرين من مستحقيها أما الغائبون فلا حق لهم في المطالبة، ولا يقتصر توزيع الهبة على مكان واحد إذ يشمل العديد من الأضرحة و الزوايا بالإقليم.


أعلام رجراجة:

وللفائدة فإن قبيلة رجراجة تعتبر من أغنى البيوتات رجالا وأعلاما، نستعرض منهم بعض الأسماء البارزة، التي وردت في كتاب الياقوتة الوهاجة في مفاخر رجراجة، وهم كالتالي
أبو الحسن علي بن سعيد الرجراجي : الامام الاصولي، صاحب كتاب (مناهج التحصيل فيما على المدونة من التأويل)، وهو من أهل القرن السادس الهجري
أبو علي حسين بن طلحة الرجراجي الواصلي: الامام الاستاذ المقرئ النظار، صاحب كتاب (كشف النقاب عن تنقيح الشهاب في الأصول وري العطشان على مورد الظمآن في رسم القرآن) وهو من أهل القرن التاسع الهجري
أبو مهدي عيسى بن عبدالرحمن الرجراجي السكتاني : الامام المتفنن وقاضي الجماعة بسوس ثم مراكش وصاحب كتاب (الحواشي على صغرى السنوسي) وقد توفي سنة 1062 هـ
أبوالحسن علي بن احمد الرجراجي التمنوتي : الامام المتفنن، صاحب كتاب (شرح ألفية ابن مالك) و(الجمل) و(شرحي الكبرى والصغرى) وتوفي سنة 1049 هـ
أبو العباس احمد بن علي الرجراجي الهشتوكي : الفقيه العلامة، صاحب كتاب (الايضاح في شرح الرسالة والفتاوي) وتوفي سنة 965 هـ
أبو عبدالله محمد بن عبدالله الرجراجي : الامام المشارك وقاضي تادلا، عهد اليه السلطان احمد المنصور السعدي في كتاب (اختصار الكشاف) والكلام معه في مواضع سقطه
أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الخراص الرجراجي : الفقيه، شارح لامية الزقاق، وهو من أهل القرن 12 الهجري
أبو محمد عبدالله بن علي الرجراجي السكياطي : نسبة الى بلدة سكياطة بالشياظمة، هو الامام المقرئ المتفنن، وكان رحالة إماما، رحل الى مراكش وفاس ومصر والحرمين الشريفين، ومكث بمصر سنة، واستغرقت رحلته 10 سنين، ورجع بعلم غزير بثه في صدور رجال عصره، وتوفي سنة 1244 هـ
أبو حفص عمر بن أبي جمعة الرجراجي السكياطي : تلميذ السابق، وصاحب المدرسة الشهيرة، وقاضي الصويرة والشياظمة، العادل في سيرته، والمتوفى سنة 1266 هـ
أبو الحسن علي بن عبدالصادق الرجراجي : الامام الكثير الخشية، ومحيي رسوم العدل وقاضي الصويرة وأحوازها، ومدرسها وإمامها، والمتوفى سنة 1308 هـ

إرسال تعليق