GuidePedia

0


       
                    تاريخ دخول القرءان الى المغرب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-
من البديهي أن القرآن الكريم دخل المغرب بدخول الإسلام، وقد كان ذلك على يد الفاتح العظيم عقبة بن نافع سنة 62 هجرية ولما أراد العودة الى المشرق عين جماعة من أصحابه يعلمون الناس القرآن وشرائع الاسلام وجعل على رأسهم المقرئ الإمام شاكر بن عبد الله الأزدي الذي أدركه المرض عند مرور عقبة قافلا من بلاد سوس، فتوفي ودفن في قبيلة ركراكة على بعد 80 كلم من مدينة مراكش ..وهو المعروف الآن بسيدي شيكر ،وقد أقيم للأسف على قبره قبة وثن يزار ويعبد من دون الله..

-
ثم جاء بعده المجاهد الكبير موسى بن نصير واختار من جنده بضعة عشر رجلاً من الفقهاء القراء ،حيث أرسلهم إلى سائر جهات المغرب يعلمون ويحفظون الناس القرآن..

كيف انتشرت رواية ورش في بلاد المغرب؟

هو ورش عثمان بن سعيد المصري (ت 297 هـ) الذي لقبه أستاذه نافع بالمدينة المنورة باسم ورش لشدة بياضه. فقد رحل إلى المدينة المنورة للتعلم على يد أستاذه نافع المدني (ت169 هـ) الذي أخذ بدوره القرءان عن سبعين من التابعين، و هو نفسه الذي أخذ عنه الإمام مالك.

-
كان المغاربة والأندلسيون يقرؤون القرآن الكريم برواية:

-
هشام عن ابن عامر في القرن الأول وبداية الثاني لأن الجنود الفاتحين كانوا شاميين يقرؤون بها.

-
ثم تحولوا إلى قراءة حمزة في القرن الثاني، حيث انتشرت في القيروان ومنها إلى المغرب الأقصى على يد المقرئين القادمين من بغداد والكوفة مع الولاة العباسيين.

-
ثم تحولوا إلى رواية ورش عن نافع من طريق أبي يعقوب الأزرق في القرن الثالث بعد أن استقرت هذه الرواية بمصر ثم القيروان وانتشرت بعد ذلك في ربوع المغرب الأقصى بما فيه الأندلس إلى اليوم.
ومن بين من لهم الفضل في إدخال قراءة نافع إلى الغرب الإسلامي العالم الأندلسي أبي محمد غازي بن قيس الأندلسي (ت 199هـ/814م) ، الذي رحل من قرطبة إلى المدينة فأخذ القراءة مباشرة عن الإمام ورش روايته و نشرها بالمغرب والأندلس. و مما يذكر عن هذا العالم أنه صحَّحَ مصحفه على مصحف نافع ثلاث عشرة مرة، فكان من أكثر المصاحف ضبطا في الرسم وفي القراءة. و قد نشأت بعد ذلك مدرسة المغرب و الأندلس في القراءات. و كان عطاء المدرسة غزيرا في مجال القراءة وعلومها، عن طريق علماء مشهورين أمثال مكي بن أبي طالب بن حموش، وأبي عمرو الداني و ابن فره الشاطبي، الذين تلقف علماء القراءات كتبهم فعكفوا عليها فهما وتدريسا وشرحا و لا تزال بعض متونهم و تآليفهم تدرس في مختلف المدارس القرآنية و الجامعات. ثم بعدهم الإمام ابن القاضي وابن غازي المقرئان المشهوران وبعد ذلك أصبحت قراءة نافع برواية ورش إحدى الروايات التي تواتر بها النقل في بلاد المغرب جيلا بعد جيل، إذ كان لها عند أهل إفريقيا و الأندلس مكانة و شأنا لا تنازعه فيها أيّة قراءة أخرى.

من أسباب اختيار المغاربة لقراءة نافع برواية ورش

أولا: لايخفى أن المغاربة القدامى رحلوا لطلب العلم في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عالمها حينئذ الإمام مالك فأخذ التلامذة علم مالك في الفقه والحديث وقراءة نافع في القرآن .. والإمام نافع هو شيخ الإمام مالك في القرآن والإمام مالك هو شيخ الإمام نافع في الفقه والحديث..

وقد سئل الإمام مالك عن قراءة أهل المدينة فقال : (( قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع؟ قال نعم)).. فرجع التلاميذ إلى بلادهم ينشرون ما تلقوه في المدينة..

ثانيا: من المعلوم أن مصر كانت تقرأ بقراءة نافع في أول الأمر والمغرب العربي تأثر بحكم الجوار.

ثالثا: أن الإمام ورش أصله مغربي قيرواني؛ فأصل والده من تونس ثم ارتحل إلى مصر.

رابعا: التقاء رواية ورش في أصولها مع مقتضيات مذهب مالك في اختياراته.





خصائص رواية ورش عن باقي القراءات

1 –
كثرة وطول المدود: يمد المد المتصل والمنفصل مدا طويلا 6 حركات وجوبا كالمد اللازم سواء كان مد صلة كبرى أو صغرى أو ميم جمع مضمومة بعدها همزة قطع.. يمد ورش كلمة أنا مقدار 6 حركات وجوبا اذا وقع بعدها همز مفتوح مثل قوله تعالى في سورة يوسف "أنا أخوك" أو همز مضموم مثل قوله تعالى أيضا في سورة يوسف "أنا أنبئكم" ولا يمدها اذا وقع بعدها همز مكسور أو حرف متحرك مثل "أنا إلا" لا تمد وايضا "أنا خير منه" لا تمد.


2-
أخذه في باب البسملة بين السورتين بترك التسمية وأخذه بالسكت أو الوصل.

3.
إبداله الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء للكلمة، وذلك في مثل ياكل، ويامر، وتاتي، وتستانس، والمستاخرين، ويومنون، وتوثرون، وتوتي، وكذلك إذا كانت مفتوحة بعد ضمة مثل موذن والمولفة قلوبهم.


4.
أخذه بنقل الهمزة قبلها مثل الاخرة والاولى.


5.
أخذه بترقيق الراءات بعد الكسرة اللازمة والياء الساكنة مثل: مراءا، وتبصرون، ومرية، وفرعون.

6.
أخذه بتغليظ اللامات إذا كانت مفتوحة، وتقدم عليها بالفتح أو سكون الطاء أو الظاء أو الصاد، وذلك مثل مطلع واطلع وظلموا وأظلم والصلاة وأصلابكم.











تاريخ المصحف العثماني في المغرب

تقرر كما سبق أن القرآن الكريم دخل إلى المغرب على يد الفاتحين المسلمين الأوائل منذ سنة 62 هـ، والذين كان بينهم عدد من الصحابة والتابعين والقراء. وكانت معهم جملة من المصاحف الغالب عليها تلك المنقولة من المصاحف التي أرسلها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أهل الشام فضلا عن مصحف أهل المدينة.


واستطاع الأمير عبد الرحمن الداخل أن ينقل إلى الأندلس المصحف الذي كان الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه قد أرسله إلى أهل الشام، أو مصحف انتسخ من مصحف عثمان، وأضيفت إليه أربع ورقات من مصحف عثمان الخاص .. وكان لهذا المصحف "عند أهل الأندلس شأن عظيم واحتفاء شديد". وظل خلال قرون طويلة محتفظا به بجامع قرطبة إلى أن قام الخليفة عبد المؤمن بن علي الكومي بنقله إلى قصر الخلافة بمراكش سنة (522) وذلك خشية الضياع بعدما أصبحت الأندلس أكثر تعرضا لهجومات النصارى. وكان هذا المصحف ضخما، بحيث يرفعه رجلان.

وظل المصحف العثماني بحوزة دولة الموحدين يحملونه معهم على العادة في حركاتهم تبركا به، إلى أن فقد بعد مقتل الخليفة علي المعتضد بن إدريس المأمون في آخر صفر سنة (646هـ) بالقرب من تلمسان، فكان المصحف العثماني من بين ما نهب، واسترجعه أميرها من بني عبد الواد يغمراسن بن زيان، وظل بحوزتهم إلى أن فتح السلطان أبو الحسن المريني تلمسان سنة (738هـ) فظفر به من جديد، وسار على عادة الموحدين في تقديمه بين يديه في حروبه وتحركاته.
وقد تعرض المصحف العثماني للضياع مرة ثانية في معركة طريف التي انتهت بانهزام المرينيين أمام النصارى سنة (741هـ)، ووقع النهب في محلتهم، ومن جملة ما نهب المصحف العثماني الذي أخذه البرتغاليون. لكن السلطان أبا الحسن المريني لم يدخر وسعا في استرجاعه من أيديهم حتى تمكن من افتدائه بمال وفير، وأرجعه إلى المغرب سنة (745هـ)، بعد أن جرده البرتغاليون مما كان عليه من وشي وذهب وجواهر. وبقي هذا المصحف الثمين في خزائن المرينيين إلى أواخر القرن الثامن الهجري، ثم انقطع الخبر عنه، وكان آخر من ذكره من المؤرخين العلامة ابن خلدون.

إرسال تعليق