نبدة تقربك الى التعريف برجراجة
يستعدالجميع إلى شد الرحال إليها قصد حضور المواسم التي تجول في جميع مناطق الشياظمة طيلة 39 يوما، وقد ظلت المواسم الدينية على امتداد سنوات عديدة ملتقى ديني وتجاري تقام في مجموعة من المناطق المغربية، وقد كانت أغلبها بالإضافة إلى الدور الديني الذي تلعبه تتمتع بمميزات وخصائص تختلف من موسم إلى آخر، لكن السمة البارزة في كل المواسم الدينية هو أنها استطاعت أن تجد لنفسها موقعا متميزا وحيزا مهما داخل المحيط المغربي والذي ظل المغاربة مرتبطون ارتباطا وجدانيا بهاته المواسم وأصبحوا ملتزمين بإقامتها في أوقات معلومة تختلف من منطقة لأخرى. وبمنطقة الشياظمة تبرز مواسم الرجراجيين والتي استطاعت أن تجد لنفسها مكانة تحضى بالإجماع والتميز، وقد اعتبرت هاته المواسم على امتداد التاريخ ملتقى ديني وتجاري بامتياز تجتمع فيه جميع قبائل الشياظمة زيادة على مجموعة من القبائل الأخرى، التي تقصد هذا الموسم كل سنة، لكن خاصية مواسم الرجراجيين هي أنها تدوم مدة تسعة وثلاثون يوما وتختتم بحفل ديني كبير بالمناسبة. والذي يتميز بحضور عدد كبير من الزوار الذين تذيق بهم جنبات المواقع التي يقطعها الدور من بدايته إلى النهاية. " الدور " أو مواسم الرجراجيية لا يكاد يحل فصل الربيع، حتى يبدأ الرجراجيون وأتباعهم في التطلع إلى الحدث المشهور في هذه المنطقة – الشياظمة – والذي يكتسي صبغة ظاهرة ثقافية شعبية ومحلية وعريقة أيضا، إنه " الدور " أو مواسم الرجراجيين السنوية التي تستغرق أربعين يوما تقريبا، يتنقل فيها الرجواجيون عبر أربع وأربعين مرحلة ويستمر " الدور " إلى نهاية شهر أبريل وقد ذكر الأستاذ عبد الكبير نمير هذه المراحل مرتبة على النحو التالي:
. خروج الدور من سيدي عبد الله
واحماد بزاوية اقرمود
. سيدي علي بن بوعلي
. سيدي علي الكراتي
. سيدي امحمد بن عبد الجليل
. سيدي بو ابراهيم
. سيدي عيسى بوخابية
. سيدي بن قاسم
. سيدي احساين مول الباب
. سيدي إسحاق
. سيدي منصور
. سيدي مسعود
. سيدي صالح بن أبي بكر
. سيدي أبو بكر أشماس
. مولى دوراين
. ستة وستين
. سيدي مكدول
. سيدي علي السايح أبو يعقوب
. سيدي واسمين
. تاوريرت
. سيدي بولمان
. سيدي يعلي بن واصل
. سيدي عيسى مول الوتد
. سيدي بولعلام
. زاوية مرزوق
. للا بيت الله
. سيدي عبد الله السكياطي
. مطافي الحوف
. سيدي امحمد مرزوق
. سيدي احمر الشنتوف
. سيدي مسعود احوير
. سيدي عبد الله مول الغيران
. سيدي عبد النعيم
. سيدي العربي برخيل
. سيدي امحمد بن ابراهيم
. سيدي سعيد السابق
. أكويدير
. سيدي عببد الله أوسعيد
. سيدي عبد الله واسمين
. سيدي مسعود بوطريطيش بحد ادرى
والمتعارف عليه لدى الرجراجيين وأتباعهم، أن الدور ينطلق يوم الخميس، وفي اعتقادي أن هذا اليوم له دلالة قدسية خاصة عندهم، وفي هذا الصدد يقول صاحب السيف المسلول " إعلم أنه كان دخول مارس الفلاحي بالسبت أو الأحد، فإن الدور يكون في الخميس الأول منه، وإن كان بالاثنين أو الثلاثاء فلا، لأن رجراجة يتحرون أيام الحسوم، فلا يبدؤون فيها مواسمهم السنوية " وأعتقد أن أيام الحسوم التي ذكرها المقدم الرجراجي السعيدي هي السبت والأحد،ـ فهذا يعني بالتأكيد أن مشروعية " الدور " لا يمكن أن تكتمل إلا باحترامها لهذا العرف الذي يستثنى هذين اليومين من مرحلة الانطلاق، وأعتقد أيضا أن الاثنين والثلاثاء يمكن أن يكونا محطة انطلاق مناسبة للدور، إلا أن المألوف عند الرجراجيين، هو يوم الخميس، وفي هذا الصدد يقول صاحب السيف المسلول ؟؟؟ " وصفة ذلك أن
ينادي مناد من طرف المقدم يوم سوق ثلاثاء سيدي علي الكراتي بأن " الدور " عامر يوم الخميس "هذا كان قديما واما اليوم فاصبح يعمل له السيد النقيب اعلانا مكتوبا عبر وسائل الاعلام. وأعتقد أن يوم الخميس يشكل فضاء زمنيا قصيرا ومقدسا أيضا، ففي هذا اليوم تم إنقاذ السيدة ( سارة ) من طمع حاكم مصر، وفي هذا اليوم أيضا تظهر استعدادات المسلمين لاستقبال عيد المؤمنين الذي يمثله يوم الجمعة، وقبل يوم الخميس، يمتد فضاء زمني آخر يحمل طابع الشؤم والموت والدمار أيضا، ويقول الأستاذ عبد القادر مانا واصفا يوم الأربعاء: " يحمل الأربعاء طابع الموت والدمار، ففي هذا اليوم أغرق الله فرعون مصر، وأباد فيه قوم عاد وثمود أيضا … "فالانطلاقة الحقيقية إذن مقرونة أو بفصل الربيع كفضاء زمني مرتبط بنمط العيش الذي يسود المنطقة – الشياظمة – عبدة – حاحا – حيث تظل الفلاحة موردا اقتصاديا مهما، ومقرونة أيضا بيوم الخميس الذي يفصل المسلمين عن يوم الجمعة الذي يشكل عيدا أسبوعيا للمؤمنين فكل من الفضاءين إذن يحمل بشارة قبلية. وأعتقد أن فصل الربيع بما يشكله من رموز الخصوبة والعطاء، كان فرصة جيدة لتنظيم هذا الطواف السنوي. إن هذه الظاهرة الصوفية الشعبية – الدور – هي التي تميز زوايا رجراجة عن باقي الزوار الدينية في المغرب، إذ تحفل بكم طقسي يجذب انتباه الباحثين وغيرهم، وأعتقد أن هذا " الدور " وما يجري فيه لبنة أخرى ومهمة تضاف إلى البناء الثقافي الشعبي في المغرب رغم الإهمال الذي طال هذه الزوايا الثلاث عشرة، التي تشكل اليوم أساس الزاوية الراجراجية كطريقة صوفية عريقة. لقد ذكرت سابقا أن الزاوية الرجراجية تستند إلى أسطورة السبعة رجال الرجراجيين الذين سافروا إلى مكة أو إلى المدينة، في رواية أخرى – لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم – وبعد عودتهم تفرقوا بين القبائل البربرية، وانتشروا بعد ذلك في باقي القبائل المغربية، غير أن إسم الزاوية الرجراجية – اليوم – يطلق على ثلاث عشرة زاوية، هي كل ما تبقى من هذا الإرث التاريخي والأسطوري. وفي هذا الصدد يقول الأستاذ عبد القادر مانا : " هناك ثلاث عشرة زاوية تنحدر من سبعة أولياء – سادة رجراجة الأخيار " وهذه الزوايا هي زاوية أقرمود ويطلق عليها إسم " الطائفة " كما يلقب مقدمها ب " العروسة " أما الزوايا الأخرى فتنضوي تحت ما يسمى ب " الخيمة "وإذا كنت قد تطرقت إلى الفضاء الزمني " للدور " الرجراجي فإن مكان هذا الدور يمتد من الغرب أي منطقة الساحل – إلى الشرق أي ما يسمى " قبلة " ويطلق اسم " الساحل " على الشريط الساحلي الذي يمتد من آسفي إلى أكادير، في حين تسمى البقعة الجغرافية التي تمتد إلى الشرق " قبلة " لأنها تتجه إلى مكة المكرمة، وسكان " القبلة " بربر أمازيغيون، أما سكان الساحل فهم عرب، ويقول الأستاذ عبد الكبير نمير في هذا الصدد : " والأسطورة المؤسسة للزاوية الرجراجية تحضر هنا " الدور " لكي تساعد على عدم السقوط في خطأ التفرقة العرقية، وذلك لأن الأسطورة تحكي كيف أن البربر الذين يسكنون بالشرق " قبلة " أصبحوا بفضل الإسلام عربا "إنها " عروس الماء " إذن من يفتتح " الدور " الرجراجي عبر انطلاقها من زاوية اقرمود يوم الخميس ، ويكون انطلاقها على صهوة فرس بيضاء، بثياب بيضاء أيضا، ويصادف خروجها " منزلة بطن الحوت " المقدسة، ويسمونها أيضا بالعروس المكشوفة أو عروس الحقول، وبعد أسبوع تنطلق " الخيمة " من زاوية ابن حميدة، ، محمولة على ظهر جمل قوي. وحينما يحل موعد هذه الظاهرة الصوفية " الدور " يحضر إلى المنطقة أناس كثيرون من الضواحي، ومن باقي مدن المغرب أيضا، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد المحتفلين بهذه الظاهرة الصوفية السنوية، ويقول الأستاذ عبد الكبير نمير واصفا هذه الظاهرة : " ترافق " الدور " حمى شعبية، حيث يعبر خدام الرجراجيين عن ابتهاجهم بمقدم هذه المناسبة المقدسة لديهم " وقد أخبرني أحد المسؤولين عن زاوية سيدي سعيد السابق، أن الأتباع يسمون " خدام " : " نظرا لتعلقهم بزوايا رجراجة، وسعيهم المستمر إلى خدمة الرجراجيين خصوصا أيام " الدور " المقدس " وكلما حط الرجراجيون رحالهم بأحد الدواوير، إلا واستقبلوا بالترحاب، وبذل أهل الدوار كل ما في وسعهم لإكرام الرجراجيين والإحسان إليهم، ويقول صاحب السيف المسلول في هذا الصدد " وفي تلكم الليلة وهي ليلة الثلاثاء يفد أولاد سيدي محمد بن باعزي الساكنين بعبدة بأطعمتهم، وأشهرهم السيد العباس بن العربي ومن معه، وكذلك أولاد الفجاج من قبيلة الكريمات يفدون بدورهم بأطعمتهم" وتظل " الخيمة " الفرس البيضاء، الجمل، العروس، ( عروس الماء ) سمات مميزة لهذه الظاهرة الصوفية الكبيرة، وأعتقد أن دراسة الرمزية الدلالية لهذه الطقوس، هي السبيل الأمثل لوقوف على هذا الإرث الشفوي، الذي لم تعد تختزنه إلا ذاكرة شيوخ وكهول المنطقة.
وللمزيد من المعلومات الاتصال ب : labouihi2@gmail.com اوlabouihi@yahoo.fr او الهاتف : 00212662131033
يستعدالجميع إلى شد الرحال إليها قصد حضور المواسم التي تجول في جميع مناطق الشياظمة طيلة 39 يوما، وقد ظلت المواسم الدينية على امتداد سنوات عديدة ملتقى ديني وتجاري تقام في مجموعة من المناطق المغربية، وقد كانت أغلبها بالإضافة إلى الدور الديني الذي تلعبه تتمتع بمميزات وخصائص تختلف من موسم إلى آخر، لكن السمة البارزة في كل المواسم الدينية هو أنها استطاعت أن تجد لنفسها موقعا متميزا وحيزا مهما داخل المحيط المغربي والذي ظل المغاربة مرتبطون ارتباطا وجدانيا بهاته المواسم وأصبحوا ملتزمين بإقامتها في أوقات معلومة تختلف من منطقة لأخرى. وبمنطقة الشياظمة تبرز مواسم الرجراجيين والتي استطاعت أن تجد لنفسها مكانة تحضى بالإجماع والتميز، وقد اعتبرت هاته المواسم على امتداد التاريخ ملتقى ديني وتجاري بامتياز تجتمع فيه جميع قبائل الشياظمة زيادة على مجموعة من القبائل الأخرى، التي تقصد هذا الموسم كل سنة، لكن خاصية مواسم الرجراجيين هي أنها تدوم مدة تسعة وثلاثون يوما وتختتم بحفل ديني كبير بالمناسبة. والذي يتميز بحضور عدد كبير من الزوار الذين تذيق بهم جنبات المواقع التي يقطعها الدور من بدايته إلى النهاية. " الدور " أو مواسم الرجراجيية لا يكاد يحل فصل الربيع، حتى يبدأ الرجراجيون وأتباعهم في التطلع إلى الحدث المشهور في هذه المنطقة – الشياظمة – والذي يكتسي صبغة ظاهرة ثقافية شعبية ومحلية وعريقة أيضا، إنه " الدور " أو مواسم الرجراجيين السنوية التي تستغرق أربعين يوما تقريبا، يتنقل فيها الرجواجيون عبر أربع وأربعين مرحلة ويستمر " الدور " إلى نهاية شهر أبريل وقد ذكر الأستاذ عبد الكبير نمير هذه المراحل مرتبة على النحو التالي:
. خروج الدور من سيدي عبد الله
واحماد بزاوية اقرمود
. سيدي علي بن بوعلي
. سيدي علي الكراتي
. سيدي امحمد بن عبد الجليل
. سيدي بو ابراهيم
. سيدي عيسى بوخابية
. سيدي بن قاسم
. سيدي احساين مول الباب
. سيدي إسحاق
. سيدي منصور
. سيدي مسعود
. سيدي صالح بن أبي بكر
. سيدي أبو بكر أشماس
. مولى دوراين
. ستة وستين
. سيدي مكدول
. سيدي علي السايح أبو يعقوب
. سيدي واسمين
. تاوريرت
. سيدي بولمان
. سيدي يعلي بن واصل
. سيدي عيسى مول الوتد
. سيدي بولعلام
. زاوية مرزوق
. للا بيت الله
. سيدي عبد الله السكياطي
. مطافي الحوف
. سيدي امحمد مرزوق
. سيدي احمر الشنتوف
. سيدي مسعود احوير
. سيدي عبد الله مول الغيران
. سيدي عبد النعيم
. سيدي العربي برخيل
. سيدي امحمد بن ابراهيم
. سيدي سعيد السابق
. أكويدير
. سيدي عببد الله أوسعيد
. سيدي عبد الله واسمين
. سيدي مسعود بوطريطيش بحد ادرى
والمتعارف عليه لدى الرجراجيين وأتباعهم، أن الدور ينطلق يوم الخميس، وفي اعتقادي أن هذا اليوم له دلالة قدسية خاصة عندهم، وفي هذا الصدد يقول صاحب السيف المسلول " إعلم أنه كان دخول مارس الفلاحي بالسبت أو الأحد، فإن الدور يكون في الخميس الأول منه، وإن كان بالاثنين أو الثلاثاء فلا، لأن رجراجة يتحرون أيام الحسوم، فلا يبدؤون فيها مواسمهم السنوية " وأعتقد أن أيام الحسوم التي ذكرها المقدم الرجراجي السعيدي هي السبت والأحد،ـ فهذا يعني بالتأكيد أن مشروعية " الدور " لا يمكن أن تكتمل إلا باحترامها لهذا العرف الذي يستثنى هذين اليومين من مرحلة الانطلاق، وأعتقد أيضا أن الاثنين والثلاثاء يمكن أن يكونا محطة انطلاق مناسبة للدور، إلا أن المألوف عند الرجراجيين، هو يوم الخميس، وفي هذا الصدد يقول صاحب السيف المسلول ؟؟؟ " وصفة ذلك أن
ينادي مناد من طرف المقدم يوم سوق ثلاثاء سيدي علي الكراتي بأن " الدور " عامر يوم الخميس "هذا كان قديما واما اليوم فاصبح يعمل له السيد النقيب اعلانا مكتوبا عبر وسائل الاعلام. وأعتقد أن يوم الخميس يشكل فضاء زمنيا قصيرا ومقدسا أيضا، ففي هذا اليوم تم إنقاذ السيدة ( سارة ) من طمع حاكم مصر، وفي هذا اليوم أيضا تظهر استعدادات المسلمين لاستقبال عيد المؤمنين الذي يمثله يوم الجمعة، وقبل يوم الخميس، يمتد فضاء زمني آخر يحمل طابع الشؤم والموت والدمار أيضا، ويقول الأستاذ عبد القادر مانا واصفا يوم الأربعاء: " يحمل الأربعاء طابع الموت والدمار، ففي هذا اليوم أغرق الله فرعون مصر، وأباد فيه قوم عاد وثمود أيضا … "فالانطلاقة الحقيقية إذن مقرونة أو بفصل الربيع كفضاء زمني مرتبط بنمط العيش الذي يسود المنطقة – الشياظمة – عبدة – حاحا – حيث تظل الفلاحة موردا اقتصاديا مهما، ومقرونة أيضا بيوم الخميس الذي يفصل المسلمين عن يوم الجمعة الذي يشكل عيدا أسبوعيا للمؤمنين فكل من الفضاءين إذن يحمل بشارة قبلية. وأعتقد أن فصل الربيع بما يشكله من رموز الخصوبة والعطاء، كان فرصة جيدة لتنظيم هذا الطواف السنوي. إن هذه الظاهرة الصوفية الشعبية – الدور – هي التي تميز زوايا رجراجة عن باقي الزوار الدينية في المغرب، إذ تحفل بكم طقسي يجذب انتباه الباحثين وغيرهم، وأعتقد أن هذا " الدور " وما يجري فيه لبنة أخرى ومهمة تضاف إلى البناء الثقافي الشعبي في المغرب رغم الإهمال الذي طال هذه الزوايا الثلاث عشرة، التي تشكل اليوم أساس الزاوية الراجراجية كطريقة صوفية عريقة. لقد ذكرت سابقا أن الزاوية الرجراجية تستند إلى أسطورة السبعة رجال الرجراجيين الذين سافروا إلى مكة أو إلى المدينة، في رواية أخرى – لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم – وبعد عودتهم تفرقوا بين القبائل البربرية، وانتشروا بعد ذلك في باقي القبائل المغربية، غير أن إسم الزاوية الرجراجية – اليوم – يطلق على ثلاث عشرة زاوية، هي كل ما تبقى من هذا الإرث التاريخي والأسطوري. وفي هذا الصدد يقول الأستاذ عبد القادر مانا : " هناك ثلاث عشرة زاوية تنحدر من سبعة أولياء – سادة رجراجة الأخيار " وهذه الزوايا هي زاوية أقرمود ويطلق عليها إسم " الطائفة " كما يلقب مقدمها ب " العروسة " أما الزوايا الأخرى فتنضوي تحت ما يسمى ب " الخيمة "وإذا كنت قد تطرقت إلى الفضاء الزمني " للدور " الرجراجي فإن مكان هذا الدور يمتد من الغرب أي منطقة الساحل – إلى الشرق أي ما يسمى " قبلة " ويطلق اسم " الساحل " على الشريط الساحلي الذي يمتد من آسفي إلى أكادير، في حين تسمى البقعة الجغرافية التي تمتد إلى الشرق " قبلة " لأنها تتجه إلى مكة المكرمة، وسكان " القبلة " بربر أمازيغيون، أما سكان الساحل فهم عرب، ويقول الأستاذ عبد الكبير نمير في هذا الصدد : " والأسطورة المؤسسة للزاوية الرجراجية تحضر هنا " الدور " لكي تساعد على عدم السقوط في خطأ التفرقة العرقية، وذلك لأن الأسطورة تحكي كيف أن البربر الذين يسكنون بالشرق " قبلة " أصبحوا بفضل الإسلام عربا "إنها " عروس الماء " إذن من يفتتح " الدور " الرجراجي عبر انطلاقها من زاوية اقرمود يوم الخميس ، ويكون انطلاقها على صهوة فرس بيضاء، بثياب بيضاء أيضا، ويصادف خروجها " منزلة بطن الحوت " المقدسة، ويسمونها أيضا بالعروس المكشوفة أو عروس الحقول، وبعد أسبوع تنطلق " الخيمة " من زاوية ابن حميدة، ، محمولة على ظهر جمل قوي. وحينما يحل موعد هذه الظاهرة الصوفية " الدور " يحضر إلى المنطقة أناس كثيرون من الضواحي، ومن باقي مدن المغرب أيضا، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد المحتفلين بهذه الظاهرة الصوفية السنوية، ويقول الأستاذ عبد الكبير نمير واصفا هذه الظاهرة : " ترافق " الدور " حمى شعبية، حيث يعبر خدام الرجراجيين عن ابتهاجهم بمقدم هذه المناسبة المقدسة لديهم " وقد أخبرني أحد المسؤولين عن زاوية سيدي سعيد السابق، أن الأتباع يسمون " خدام " : " نظرا لتعلقهم بزوايا رجراجة، وسعيهم المستمر إلى خدمة الرجراجيين خصوصا أيام " الدور " المقدس " وكلما حط الرجراجيون رحالهم بأحد الدواوير، إلا واستقبلوا بالترحاب، وبذل أهل الدوار كل ما في وسعهم لإكرام الرجراجيين والإحسان إليهم، ويقول صاحب السيف المسلول في هذا الصدد " وفي تلكم الليلة وهي ليلة الثلاثاء يفد أولاد سيدي محمد بن باعزي الساكنين بعبدة بأطعمتهم، وأشهرهم السيد العباس بن العربي ومن معه، وكذلك أولاد الفجاج من قبيلة الكريمات يفدون بدورهم بأطعمتهم" وتظل " الخيمة " الفرس البيضاء، الجمل، العروس، ( عروس الماء ) سمات مميزة لهذه الظاهرة الصوفية الكبيرة، وأعتقد أن دراسة الرمزية الدلالية لهذه الطقوس، هي السبيل الأمثل لوقوف على هذا الإرث الشفوي، الذي لم تعد تختزنه إلا ذاكرة شيوخ وكهول المنطقة.
وللمزيد من المعلومات الاتصال ب : labouihi2@gmail.com اوlabouihi@yahoo.fr او الهاتف : 00212662131033
إرسال تعليق