GuidePedia

0

 محمد لبويهي

بداية ظهور رجراجة الاحرار


بداية ظهور رجراجة الأحرار 

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله 

الحديث عن رجراجة الأحرار ليس بالسهل و يتطلب جهودا كبيرة. لأن هذه الطائفة القديمة في تاريخ المغرب لها أهمية كبيرة جدا قل من أدركها 

في زمن الجاهلية كان المغرب ملاذا للفارين من الظلم و عدم الاستقرار السياسي. و كان كل لاجيء إلى هذه الأرض الطيبة يجد أمنا و سعة .أقدم من هاجر إلى المغرب هم البربر من سلالة مازيغ ابن نوح،و هم فصيلان :مصمودة و صنهاجة.  تفرع عنهما عدة قبائل،  فمنهم من سكن السهول و منهم من سكن الثغور و منهم من سكن الجبال و منهم من سكن الصحراء. و كان المصامدة من سكان الثغور و ماإليها من سهول و جبال و كان الصنهاجيون قبائل رحلا  حيثما وجد الماء و الكلأ في ما يلي الصحراء و السفوح الشرقية و الجنوبية لجبال الأطلس و كأنه فارق بينهما .  إلا أن الغزو الروماني لشمال إفريقيا بعد سقوط قرطاج و الخلاف الديني بين البربر و الروم أدى إلى حروب طويلة الأمد و خروج البربر المصامدة من الثغور بسبب التفوق العسكري الروماني الذي أدى إلى اتفاقية بموجبها تكون الشواطئ و الموانئ للروم و السهول الداخلية و الجبال للبربر.  و رغم ذلك استمر اضطهاد الروم و بمشاركة الكنيسة الكاثوليكية لسكان شمال إفريقيا و خصوصا بعد ظهور أول انشقاق حقيقي في أتباع الدين المسيحي بزعامة أريوس الذي تنسبه الكنيسة إلى بربر ليبيا (حسب اللغة اليونانية القديمة هي شمال أفريقيا ) الذي انتشر أتباعه بشكل كبير على امتداد حوض الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا و بلاد الشام و البلقان و أروبا و خصوصا بلاد الأندلس في عهد الونداليين الموحدين، إلا فرنسا فقد اعتنقت الكاثوليكية في وقت مبكر و لذلك تعتبرها الكنيسة ابنتها البكر .  و من بعد آريوس ظهر دوناتوس الأكبر منددا بالكنيسة الكاثوليكية و متهما إياها بتحريف الكتاب المقدس و طعن في مصداقية القساوسة الموالين لها و استمر في حشد أتباعه على شكل حركة وطنية مسلحة تعلن التمرد على سلطات الاحتلال الروماني الكنسي .  لكن آلة الحرب الرومانية و محاكم التفتيش الكاثوليكية التي كانت تراقب المنطقة بواسطة الجواسيس، أدت إلى سفك كثير من الدماء في صفوف المقاومة الشعبية و تقديم المعتقلين إلى النمور و السباع تفترسهم في الساحات العمومية. في هذه الظروف القاسية استمر البربر في المقاومة تحت قيادة طائفة تنتسب إلى الشرف و تعتقد بالتوحيد.  هذه الطائفة كانت تستقر ببلاد الأندلس و لها تأثير كبير على المخالفين لعقيدة الكنيسة.  إنهم أحفاد الحواريين الذين كانوا في  الأندلس و الذين عرفوا استقرارا كبيرا بها في عهد الوندال و من بعدهم القوطيين.  و كانت عاصمتهم طليطلة.  و لما ارتد ملك القوط عن مذهب التوحيد إلى مذهب التثليث الكاثوليكي أنذر الحواريين و من كان على دينهم كي يرتدوا و اتهموهم بالهرطقة. و كانت المذابح للرافضين للأمر  الإجباري و كان الاختيار الأخير و الوحيد لمن تبقى من الحواريين الذين كانوا أربعة نفر و هو الفرار إلى العدوة الأخرى من البحر راكبين سفينتهم فارين بدينهم.  عبروا البحر و قذف بهم تيار الكناري في  مصب وادي تانسيفت و هنالك كان النزول  ( أكوز ) . استقبلهم البربر الذين كانوا على دينهم و أسكنوهم في جنوب وادي تانسيفت و أسسوا مملكتهم منتظرين ظهور النبي الأمي المذكور عندهم حتى جاء زمانه فسافروا إليه و أسلموا على يديه.



إرسال تعليق